الماء في لسان العرب

الماء في لسان العرب

ما زلنا مع كتاب ((فقه اللغة وسر العربية)) من تأليف الإمام اللغوي أبي منصور عبدالملك بن محمد الثعالبي فهو حجة بالأمة في اللغة وأسرارها ومما جاء في فصوله: ((في أمطار الأزمنة)) يرويها عن حجتين في اللسان العربي هما: أبي عمرو والأصمعي قال:

((أول ما يبدو المطر في إقبال الشتاء فاسمه ((الحريف، ثم يليه الوسمي، ثم الربيع، ثم الصميم، ثم الحميم)). كما يروي عن العلامة ابن قتيبة: (( المطر الأول هو الوسمي، ثم الذي يليه الولي، ثم الربيع، ثم الصيف، ثم الحميم)).

فصل: في تفصيل أسماء المطر وأوصافه:

إذا أحيا الأرض بعد موتها فهو الحياء، فإذا جاء عقيب المحل أو عند الحاجة إليه فهو الغيث. فإذا دام مع سكون فهو الديمة، والضرب، برق ذلك قليلاً، والهطل فوقه، فإذا زاد فهو الهطلان، فإذا كات القطر صغاراً فهو القطقط، فإذا كانت مطرة ضعيفة فهي الرهمة، فإذا كانت ليست بالكثيرة فهي الغيبة والحنشة، فإذا كانت ضعيفة يسيرة فهي الذهاب والهيمة، قال رحمه الله: فإذا كان المطر مستمراً فهو ((الودق)) وهنا نذكر آيتين الأولى هي الآية ((43)) من سورة النور وهي قوله تبارك وتعالى: ]أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ[ أما الثانية فهي ((48)) من سورة الروم ونتلو منها آيات بعدها للإعتبار يقول تبارك وتعالى: ]اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )48( وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ )49( فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ .

قال رحمه الله: ((فإذا كان يعني المطر ضخم القطر، شديد الواقع فهو الوابل)). ونحن هنا نذكر أن ((الوابل)) قد ورد ثلاث مرات في آيتين من سورة البقرة، ذلك قوله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )264( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[ البقرة 264-265

د/ إبراهيم إسحاق

نشرة المياه والصرف الصحي اليمنية (العدد 32 نوفمبر 2007م)